رحم الهيام للشاعر عماد صابوني . سورية

أتيتَ من رحم الهيام مخاطباً
أين الغرام.  وأين أنت يا أنا

لبيت إذ ناديتني أنا هاهنــــا
فهل تلبي. مطلبي في الدندنا

وجئت أسأل سيدتي التي أهوى
هل أنتِ لي كصديقة للسوسنا

أم أنت حب قد هام الفؤاد به
ذاك الفؤاد خريفه كربيعنا

ولست أرضى دمعة سالت ندمْ
أرضى بدمع ضاحكٍ بلقائنا

ألستِ من تلك التي جاورتها
بين النجوم وكانت لي كالميجنا

أتيت أفصفص سيدتي بمخدعها
وأرتشفها كلها كعصيرنا

ألامسها بخد الورد طواعية
وخد الورد يتلاشى كشمعِنا

خاطبتها وكانت في حزن لها
وذكرى الوجد تهمسها إني هنا

فوجدت أني ربما قد ضفتها
في عتمة وكانت تطلب نورنا

فجعلت من ذاك السراج منارة
أسدلت مع ستائرها جفونــنا

لامستها وإذ بها كطفلة
بين الضلوع تختفي مع قلبنا

قبلتها فترنحت ومع السديم تجنحت
ياويح قلبي ذراعيها فتحت تطالب ضمنا

أمسكت أصبعها الصغير بإصبعي
وتخاطبت مع إصبعين شفاهنا

قالت ولم أسمع لها إلا المنى
وقلت لكن همسي كان ك همسنا

أرواحنا بين الضلوع تحاضنت

ودفيئ الحب ساح في أوصالنا


وخاطبتني همسها وصل الأنين

وكان إصبعها الصغير يشدّنا


فرويت شفاه ظمآن الهوى

بشفاه ظمآن الهوى وسبيلنا


وبين ثورات الضلوع لمحتها

ورايات السلام البيض رايتنا


خبأت نفسي كالرضيع وأمه

وبدورها كم خبأتني كأمّنـــا


جاءت تخاطب لوعتي وصبابتي

تقول مانفع الشفاه الملونة


إن لم تكن لشفاه ثغرَك دربها

فأي درب سوف تهدر لوننا


خاطبتها وكأنني طفل صغير

مدّ للعنق الغدير شهيقنا


وزفرت من ريح الغرام عطورها

تلك التي قد رشرشتها بيننا


خاطبت نفسي حين راودني القرين

وقال إخلع ذكرى هيام حيّنا


والمس من شهد الغرام وشهدها

فالرب هنا أهداك شهد جناننا


بث مباشر

تعليقات