مَنْ أنتمُ؟ باللهِ قولوا... أفصِحوا
فشذا القداسةِ من دِماكم يرشَحُ
مَنْ أنتمُ؟ إنسٌ بروحِ ملائكٍ
أم لحنُ عيدٍ في رُبانا يصدحُ؟
مَنْ أنتمُ؟ تِبْرٌ بصُلْبِ ترائبٍ
أم قوسُ نصرٍ في العُلا يترنّحُ؟
قد طالَ ليلٌ، والضّبابُ يحيكُهُ
جُبَبًا لنا، والحزنُ فينا ينزحُ
صدحَتْ حناجرُكم بِ"لا" فَتَوَجّسوا
إذ أيْقَنوا قولَ الحقيقةِ يجرحُ
كانَ السّكوتُ مظلّةً لهُمُ فقدْ
أمِنوا الهلاكَ بذُلِّهِم؛ لم يستحوا
كم من دميمٍ قد رأَوْهُ مُجَمَّلًا!
كم من جميلٍ في عماهُم يقبُحُ!
فالنّذلُ إنْ تُرشِدْهُ يبْقَ مُكابِرًا
مُتنكِّرًا؛ بضلالِهِ يتبجّحُ
طوبى لنصرٍ من صنيعِ جهادِكُم!
طوبى لعزٍّ من يدَيْكُم ينضحُ!
أرقى الشّمائلِ في نَداكُم تنجلي
بتواضعِ الأحرارِ مهما يُمدَحوا
إنْ تبسِموا يُغْضِ الرّبيعُ بهاءَهُ
وعلى مُحيّاكُم سناهُ يُسبِّحُ
إنْ تغضبوا فالسُّوحُ رَهْنُ بَنانِكُم
لخصومِكُم بابَ الجحيمِ تُفتِّحُ
ما بينَ قبضتِكُم وبَسْطِ أكُفِّكُم
حُرِمَ العِدا في أرضِنا أن يسرحوا
أنتمْ وشمسُ الحقِّ مثلُ توائمٍ
والشّمسُ نبعَ ضيائِها لا تبرَحُ
تعليقات
إرسال تعليق