نتوه ضمن الراحلين نحو السماء،نعجز أن نكون كما يجب ءن نكون،نفك جميع شفرات الزمن والوقت ،لاوجود لقانون يناسب رحيلنا ،كما لا وجود لقانون يؤيد بقاءنا .نحاول السفر في مركبة الزمن ،نحو زماننا القادم ،لنغير حاضرنا ،نمحي ماضينا المؤلم من الذاكرة ،ولنصنع مستقبلا يليق بنا .
نغضب ،نعاتب،فنرحل إلى البعيد لعلنا نجد توأم القدر الخاص بنا ،نترك وراءنا أشخاصا أحببناهم حد السقم ،نحاول نسيانهم ،محوهم من الذاكرة ،نحترف الغياب ونجعل منه فلسفة لحياتنا ،نمتهن عزف ألحان البكاء ونرسم لوحات فنية مغزاها الرجوع دون وعي منا .
نفقد الأمل ،نتخلى عن العمل ،ننسى أو نتناسى أحلامنا ،ونبقى حبيسي ماضينا ،نبحث عن مخرج أو منفذ نحو المستقبل ،نحو مملكة أحلامنا ،أين توجد ذكريات مستقبلنا الذهبي ،تتراقص فيها أحلامنا على نغم الحرية ،وتغني مع توأم روحها كلمات ألحانها صدى لنبض قلوبنا ،وتعزف على أوتار القلوب نوتات حياتنا القادمة.
نبحث داخلنا عن صوت الضمير ،عن نسخة لصور براءتنا الطفولية ،نتمنى لو كان بإمكاننا الرحيل نحو طفولتنا ،نعانق فيها البراءة ونوقف الزمن عندها ،لنكون أطفالا بلا حدود ،دون خوف من أن نكبر ،من أن نفقد براءتنا ونتجرد من ابتسامتنا الصادقة ،وبكائنا المصطنع أحيانا لا لسبب سوى لنلفت انتباه أمهاتنا إلينا .
نهرب من آلامنا وجراحنا نحو طفولتنا ،لنتذكر كيف كنا أصدقاء للحياة ،أبناء مطيعين للطبيعة ،إخوة للفصول والأهم من هذا كله أوفياء اللحب ،لكن هنالك في البعيد أرواحنا الحقيقية ،الأنا الآخر لنا ،توأم طفولتنا الأسير ،آن الأوان ليتحرر ،ليتعلم ،ليكبر وليتعرف إلينا ،ليعانقنا طويلا ثم يرحل تاركا لنا ذكرياتنا وألعابنا الصغيرة .
بقلمي : Ranim Zarif
تعليقات
إرسال تعليق